دليل التنظيم المجتمعي

أهمية الدعم المجتمعي في الوقاية والتصدي لانتشار فيروس كورونا – كوفيد-19

ما هو المجتمع؟

عَرّف المجتمع بأنه مجموعة من الأفراد المشاركين في استمرار التفاعل الاجتماعيّ، وهو مفهوم يتضمّن فئة اجتماعيّة تتقاسم الموقع الجغرافي نفسَه، وعادةً ما تخضع لنفس المفاهيم والمعتقدات الثقافيّة، وتتميّز المجتمعات بأنماط من العلاقات الاجتماعية بين الأفراد الذين يشتركون في نفس الثقافة ، ويمكن وصف مجتمع معين بأنه عبارة عن مجموعة مختلفة من هذه العلاقات الاجتماعية، وتقوم المجتمعات ببناء أنماط من السلوك من خلال اعتبار بعض الأفعال أو الكلام مقبول أو غير مقبول، حيث تُعرف أنماط السلوك هذه داخل مجتمع معين باسم القواعد الاجتماعية، وتخضع المجتمعات وقواعدها لتغييرات تدريجية ودائمة، ويشير مصطلح المجتمع إلى مجموعة من المفاهيم أهمها مفهوم المجتمع المدني المتضمن لعدٍد من التفاصيل الاجتماعية.

لماذا يجب أن نتكاتف في جهود الوقاية والتصدي:

  •  
  • لكي تشعر أنك لست وحدك.
  • لكي نضمن الحصول على المعلومات الصحيحة ونحصر الإشاعة.
  • عندما يشارك أفراد المجتمع بالوقاية والتصدي فإن التأثير على سلوكيات الأفراد سيكون أكبر.
  •  لكل فرد من أفراد المجتمع مسؤولية اجتماعية تجاه الآخرين.

كيفية تشكيل لجان مجتمعية للوقاية والتصدي لفيروس كورونا في حالات العزل أو حظر التجول؟

ملاحظة: تختلف طبيعة مهام اللجان حسب طبيعة الأحياء السكنية وقربها من الخدمات، والاحتياجات، بالإضافة إلى مستوى تدخل الحكومة وقدرتها الاستيعابية على احتواء الأزمة قبل تفاقمها.

1- عملية تخطيط الأحياء وتقسيمها:

  • قبل تشكيل لجان مساندة مجتمعية لابد من تقسيمها قطاعات، شوارع، عمارة أو عدد من العمارات ومن ثم تحديد مساحة التغطية. ويبدأ تشكيل اللجنة بتطوع عدد من المؤثرين في المنطقة وفي العادة تكون مبادرة من شيخ مسن، شباب ناشط، أو فرد من البلدية/ السلطة أو أي مجموعة تطوعية.
  • حصر أماكن الخدمات، مثل المدارس، المساجد، الصيدليات، مراكز صحية، مراكز مجتمعية، مركز بلدية، مراكز الشرطة والدفاع المدني وعمل قائمة بها جميعا.
  •  في هذه المرحلة يجب تحديد مهام اللجنة والمتوقع منها من أجل تحديد أعضائها سواء كان المطلوب المساعدة في تنظيم عمليات التوعية وتوزيع المنشورات، أو مواد التعقيم و الإسعافات الأولية في أوقات الحجر أو حظر التجول سيما إن كان الوصول لخدمات الإسعاف ليس سهلا، إخلاء مرضى أو مصابين، الإسعاف النفسي الأولي لأهالي المصابين، تنظيم عمليات التسوق وشراء الأدوية للمرضى وقت العزل المنزلي أو حظر التجول، دعم الطلاب في أوقات العزل أو حظر التجول في استمرار عملية التعليم في حال تم إغلاق المدارس.
  • يتم حصر أرقام تليفونات، وأسماء العائلات القاطنة ضمن القطاع، أو الحي أو مجمع العمارات والتركيز على معرفة حالات الإعاقة، والمسنين، والحوامل، وأصحاب المرض المزمن الذين بحاجة دائما لأنواع معينة من الأدوية.
  • يتم حصر العائلات الفقيرة من عائلات عمال المياومة والذين في حال حظر التجول أو العزل لن يتمكنوا من كسب رزقهم وغير مشتركين بأي نظام مساعدة مالية.

2- عملية تشكيل اللجنة

ملاحظة: قبل العمل على تشكيل لجنة مجتمعية، يوصى بالسؤال عن وجود أي تنظيمات ومجموعات أخرى من أجل التكاملية وعدم تكرار الخدمات لنفس الحي أو القطاع. كما ننوه أن عدد الفريق يتم تحديده من خلال إمكانيات واحتياجات الحي ومساحة المنطقة المخدومة.

  • يقوم القائد المجتمعي أو الموصى به كرئيس مجموعة باختيار أعضاء اللجنة بما يتناسب مع المهام المنوطة بها ويوصى بمراعاة وجود إناث ضمن المجموعة سيما وأن النساء والأطفال قد يكونوا من أكثر الفئات المتضررة وخاصة الحوامل. وهنا سنفترض بأن اللجنة ستقوم بخدمات تكاملية وتكميلية لما تقدمة مؤسسات الدولة أو المنظمات المسؤولة.

 سيناريو المهام الوظيفية المنوطة بالقائد والمجموعة:

  •  القائد ( يفضل أن يكون شخص معروف ومؤثر في الحي/ القطاع)
  • إختيار أعضاء اللجنة والمساعد.
  • حلقة وصل مع الجهات الأمنية، والبلدية، والمركز الأمني، أو المنظمات الدولية والجمعيات المحلية.
  • الإشراف على خطة العمل اليومية والمسؤول عن سلامة باقي أعضاء اللجنة من حيث توفير اللباس الواقي، الماسكات، القفازات ومواد التعقيم إن لزم.
  • إدارة خطط الطوارئ والإسعاف الأولي، الإخلاء وتنظيم الحركة في القطاع بالتنسيق مع الجهات الصحية والأمنية المسؤولة.
  • مسؤول عن ضمان خصوصية العائلات التي ستشارك بياناتها وأرقام هواتفها أو جوالاتها المحمولة بالإضافة إلى كشف بعض تفاصيل حياتها الخاصة خلال فترة الطوارئ.
  • بالتعاون مع اللجنة، متابعة مستجدات وتطورات  انتشار الفيروس، طرق الوقاية، العلاج، والعمل على نشرها بطريقة تتناسب مع وسائل الاتصال المتاحة ( مجموعة فيسبوك خاصة بالقطاع، مجموعة واتس أب، أو عن طريق مكبرات الصوت بالحي، الرسائل الهاتفية، أو استخدام بيوت العبادة لنشر الرسائل والتوعية) بالتنسيق مع الجهات المختصة إن وجدت.
  • بالتعاون مع اللجنة، العمل على حصر الاحتياجات الصحية والاجتماعية، الخدمات الأساسية للقطاع/الحي لتنسيق وصولها وقت الحاجة.

مسؤول/ مسؤولي المشتريات

  • حصر الحاجات الشرائية للحي/ العمارة أو القطاع من مواد غذائية وماء واحتياجات أساسية خاصة للأطفال بالإضافة إلى مواد التعقيم المنزلي.
  • نشر قائمة المواد الغذائية المتوفرة في المحال التجارية، المؤسسات بالتعاون مع المنطقة مع الأسعار لتحصيل أثمانها.
  • مشاركة قوائم الإحتياجات مع المحال التجارية ليتم تجهيزها.
  • توصيل الاحتياجات للمنازل مع مندوب من كل عمارة.
  • عمل جدول التسوق حسب مواعيد السماح بالتسوق، ونشر الوعي بكيفية التسوق والمحافظة على السلامة العامة.
  • التنسيق بخصوص تحصيل الأدوية والمستلزمات الطبية من الصيدليات المتوفره.

 مسؤول/مسؤولين الشؤون  الصحية ( يفضل وجود ممرض أو طبيب حديث تخرج أو متقاعد)

  • العمل على حصر أسماء وأرقام هواتف واحتياجات  الحالات الصحية المزمنة ( الضغط، السكري، أمراض القلب، السرطان وغيرها ) من أجل التواصل مع الجهات الصحية والإخلاء عند اللزوم.
  • العمل على تقديم الإسعافات الأولية في حالات الإغماء، والاختناق أو الصدمة أو الحريق.
  • التواصل مع الجهات الصحية المحيطة للإحالة والمتابعة إن لزم الأمر خاصة في حالات الولادة.
  • العمل على التوعية بسبل العدوى، الوقاية والتعقيم، الحجر المنزلي في حال وجود إصابة أو حالة وفاة.
  • تنسيق حملات التعقيم للعمارات أو المنازل التي تثبت بها إصابات مع الجهات المسؤولة عن التعقيم أو منظمات المجتمع المحلي.

ملاحظة: يجب أن يكون مدرب على الإسعافات الأولية.

 مسؤول/ مسؤولي الدعم النفسي والإجتماعي ( أخصائي إجتماعي أو طالب إرشاد نفسي أو أخصائي نفسي )

  • يقوم بالتدخل وقت حصول صدمات ناجمة عن التعرض للإصابة أو وفيات أو توتر وضغط نفسي بعملية الإسعاف النفسي الأولي، سيما وأن التجمعات ستكون محدودة وفرص الدعم الإجتماعي قليلة مما يستدعي تدخل شخص للتهدئة والمواساة عبر وسائل الاتصال المتاحة، على أن يتم الحفاظ على مسافة متر مع لبس القفازات والقناع مع عدم التلامس الجسدي في حال تم اللقاء، ويفضل أن تتم المتابعة هاتفيا إذا كانت الوسيلة متاحة.
  • يقوم بحصر أعداد العائلات التي قد لا تستطيع تأمين احتياجاتها الأساسية من الطعام والشراب، وسائل التدفئة والعمل على تحفيز المجتمع للتبرع لسد الاحتياجات.
  • يقوم بتخطيط مجموعة من الأنشطة للترفيه عن الأطفال ودعم الأمهات من خلال جروبات الفيسبوك، الواتس أب أو الوسائل المتاحة خلال فترات العزل. 
  • تقديم النصح والإرشاد فيما يخص سلوكيات الأطفال، العزلة، الإحباط، أو القلق الناجم عن العزلة والخوف من المرض. ( من خلال وسائل الإتصال المتاحة).

مسؤول/مسؤولي التعليم ( معلم، معلمة )

  • يقوم بحصر أعداد المعلمين القاطنين بالعمارة/ الحي أو القطاع بما يناسب الصفوف الدراسية، والمادة الدراسية.
  • يقوم بمشاركة أرقام هواتفهم مع القطاع من أجل استشارة الأهالي في حال استعصى عليهم شرح المواد التعليمية أو لم يتمكنوا من متابعة الدروس المتلفزة. 

3- عملية تنسيق جهود اللجنة:

  • ينصح بأن تعرف اللجنة عن نفسها، ومهامها، وأماكن عملها للجهات الحكومية المسؤولة في المنطقة، والبلدية، والمحافظة، ومديرية الدفاع المدني، والمركز الأمني، والمركز الصحي، والصيدليات ، ودور العبادة حتى يتسنى لهم التواصل مع اللجنة للتنسيق والتخطيط.
  • ينصح بأن تبلغ اللجنة الجمعيات المحلية أو المنظمات العاملة في المنطقة للتنسيق وخاصة عند توزيع مواد غذائية أو إعانات أو توفر تبرعات.
  • يجب أن تتبع اللجان توجيهات المؤسسات الرسمية والحكومة لتحقيق تكامل الأدوار وتجنب الإزدواجية في الأدوار.
  • ينصح بعمل كلمة تعريفية بأهداف اللجنة وأعضائها مع كيفية الإتصال عن طريق منشورات، وسائل التواصل الإجتماعي ( صفحة فيسبوك، مجموعة واتس أب ) أو رسائل هاتفية.
  • ينصح بالإتفاق على ميثاق عملي داخلي يتعهد فيه الأعضاء بحفظ السرية، والخصوصية، والشفافية عند المساعدة، واحترام عادات الناس وتقاليدهم أثناء التواصل، مع التأكيد على أهمية إحترام كرامة الجميع.
  • ينصح بأن يتم عمل آلية يستطيع من خلالها سكان الحي/القطاع/العمارة مشاركة أي تخوف أو تغذية راجعة مع قائد المجموعة بخصوص سلوكيات أعضاء اللجنة.
  • ينصح بتسمية اللجنة حتى يسهل التعرف عليها والتعريف بها وقد يكون ذلك بإسم الحي،أو العمارة، أو رقم اللجنة أو غيرها مما يسهل على العائلات معرفتها.
  • عند حصول حالات وفاة، ينصح بالتواصل المباشر مع رجل الدين ودور العبادة للإشراف المباشر على إجراءات إخلاء الوفاة وتقديم الدعم المناسب للعائلة في ظل غياب بيوت العزاء.
  • عند حصول حالات ولادة، ينصح بوجود امرأة متطوعة للمساعدة قبل وصول الكوادر الطبية في ظل غياب الدعم للحالة، على أن تتبع إجراءات الوقاية الكاملة.